بقلم المهندس/ طارق بدراوى
باب الفتوح هو أحد أبواب سور القاهرة الفاطمية بناه القائد جوهر الصقلي عام 480 هجرية الموافق عام 1087م وقد تم تجديده بعد ذلك علي يد الأمير بدر الجمالي وأصبح في مكانه الحالي في مدخل شارع المعز لدين الله الفاطمي بجوار مسجد الحاكم بأمر الله والذى يعد أكبر آثار الدولة الفاطمية في مصر وقد سمي بهذا الإسم نظرا لأن الجيوش كانت تخرج منه للفتوحات وعندما تعود منتصرة كانت تدخل من باب النصر …..
وقد شهد هذا الباب أحداثا هامة ومؤثرة في تاريخ مصر فمنه خرج السلطان صلاح الدين الأيوبي مؤسس الدولة الأيوبية في مصر علي رأس جيشها لتحرير بيت المقدس من الصليبيين وبالفعل انتصر عليهم في معركة حطين عام 1187م وحرر بيت المقدس وأسر ملكهم وقائدهم أرناط ومنه خرج السلطان الأيوبي الملك الصالح نجم الدين أيوب علي رأس جيش مصر ومعه قواده عز الدين أيبك التركماني وسيف الدين قطز وفخر الدين أقطاى وفخر الدين بن شيخ الشيوخ والظاهر بيبرس البندقدارى لملاقاة الصليبيين بقيادة ملك فرنسا لويس التاسع والملقب بالقديس في دمياط والمنصورة عام 1249م وأيضا انتصر جيش مصر وهزم الصليبيين في موقعة المنصورة عام 1250م وتم فيها أسر الملك لويس التاسع وعدد من قواده وسجنوا في دار القاضي إبن لقمان في المنصورة ومنه أيضا خرج السلطان المملوكي سيف الدين قطز ومعه رفيقه الظاهر بيبرس علي رأس جيش مصر لملاقاة التتار في عين جالوت عام 1260م وتمكنوا من هزيمتهم شر هزيمة وخلصوا المشرق العربي من شرورهم وتم تحرير الشام والعراق منهم فلم تقم لهم قائمة بعد ذلك …..
وكما شاهد باب الفتوح هذه الأحداث فقد شاهد ومعه باقي أبواب القاهرة دخول العثمانيين القاهرة بقيادة السلطان العثماني سليم الأول بعد هزيمة جيش المماليك أولا في معركة مرج دابق عام 1516م ومقتل السلطان المملوكي قنصوة الغورى ثم هزيمتهم مرة أخرى في معركة الريدانية عام 1517م والتي تم فيها أسر السلطان المملوكي طومان باى آخر سلاطين المماليك وشنقه وتعليق جثته علي باب زويلة وكذلك دخول الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت القاهرة عام 1798م ثم خروجهم منها عام 1801م …..
ويتكون الباب من برجين مستديرين يتوسطان المدخل ويوجد بجوارهما طاقتان كبيرتان في فتحتيهما حلية مزخرفة بإسطوانات صغيرة وتوجد فتحات أعلى البرجين لزوم سكب السوائل المغلية علي أى معتدى قد يحاول التعدى على مدينة القاهرة أو يحاول محاصرتها وبين البرجين توجد بوابة علي شكل عقد نصف دائرى أعلاها بانوه مستطيل الشكل به زخارف محفورة في الحجر ويعلوه فتحات كالتي في البرجين وعلي نفس مستواها وبوجه عام كان سور القاهرة وأبوابه ومنشآت العصر الفاطمي بوجه عام من المساجد كمسجد الحاكم بأمر الله وجامع الأقمر والجامع الأزهر ومسجد الإمام الحسين بداية لعصر المباني الحجرية في مصر والتي كانت قريبة الشبه في طرازها من الطراز المعمارى البيزنطي الذى تم علي أساسه تشييد العديد من مباني الكنائس والمساجد والقصور في مصر القديمة وفي روما وفي بيزنطة التي تغير إسمها أولا إلى القسطنطينية عام 332م ثم إلى الاستانة بعد فتحها على يد القائد محمد الفاتح عام 1453م ثم تغير إسمها بعد ذلك في عشرينيات القرن الماضي بعد سقوط الخلافة العثمانية إلى إسمها الحالي إسطنبول ومن تلك المباني علي سبيل المثال كنيسة أيا صوفيا في إسطنبول والتي تحولت إلي مسجد ثم إلى متحف ومسجد السلطان أحمد بإسطنبول والكنيسة المعلقة وكنيسة أبو سرجة في مصر وأخيرا كان باب الفتوح يرتبط بباب النصر بطريقين أولهما أعلى سور القاهرة الفاطمية وثانيهما تحت السور لتسهيل التنقل بينهما خاصة لو تعرضت مدينة القاهرة لخطر الحصار ….